حباية وسجارة وكوباية شاي .. جسم الرجل في مصر في عصر الفياجرا (2): وظيفة الأسد الإضافية*

يوسف رامز لموقع قراءات**

صديقي عمرو خيري صنف المقاله الأولانيه عن الدراسة دي على قراءات،  تحت التصنيف ده:”نُشر هذا الموضوع في تصنيف: يوسف رامز، ألتوسير، أنثروبولوجيا، أنثروبولوجيا القانون، إثنوجرافيا، الفقر، الفياجرا، الفحولة، المخدرات، الأنثروبولوجيا، الأزمة العالمية، الإنتاج، الاقتصاد، الانبساط، الاستهلاك، الثورة، الجندر، الجنس، الحداثة، الرأسمالية، الرجولة، السلطة، السعادة، الصناعة، العمل، العنف، علم اجتماع | الوسوم: #الجندر، 2011، ماركس، مصر، أنثروبولوجيا، أنثروبولوجيا القانون، إثنوجرافيا، الفياجرا، الفحولة، الماركسية، المخدرات، الهيروين، الأنثروبولوجيا الثقافية، الأداء الجنسي، الأزمة العالمية، الإنتاج، الإدارة، الاقتصاد، الانبساط، الاستلاب، الاستهلاك، التجارة، الترامادول، الثورة، الثورة المصرية، الجنس، الحياة، الرأسمالية، الربيع العربي، الرجولة، السلطة، السعادة، الصناعة، العمل، العنف، العامية المصرية، سياسات، شركات الأدوية، علاقات الإنتاج”

شكراً يا عمرو .. أه فعلاً.

كل” التصنيفات”  دي عدسات محطوطه وسط الفوضى اللي احنا عايشنها اللي اسمها “الحياة اليومية”. وأنا هنا مش بأفهم كلمة “الحياة اليومية” زي ما ساعات بنفهمها على انها الأحداث المتكررة بثبات كل يوم. لكن الحقيقة معناها “الحياة” اللي كل يوم فيها غير اللي قبله وغير اللي بعده تماماً، الحياة اليومية يوميه لأنها مش بتتكرر أبداَ بنفس الشكل، بس في نفس الوقت بنتعود على الحياة اللي “مش بتكرر” لدرجة انها تبقى “عادي” “حياة يومية”!

وسط فوضى الحياة ” اليومية” دي بأحط العدسات اللي أنت قلتها. “التصنيفات” دي هي اللي بتحدد حدود رؤيتي البحثية من أول ” يوسف رامز، ألتوسير، أنثروبولوجيا…”  لغاية  “…العامية المصرية ، سياسات، شركات الأدوية، علاقات الإنتاج”. هى دي الحدود الممكنة لإنتاج البحث ده (حتى لو ممكن تزيد عن كده أو تنقص بقصد أو بالصدفة أو من غير قصد) وهي دي العدسات اللي بتحدد الباحث يقدر يشوف إيه وما يقدرش يشوف إيه، وامتى وإزاي. يعني اه صحيح لو فيه عدسات تانية ممكنة لباحث تاني هيشوف “رواية” تانية عن الواقع، اه ممكن إلى ما لانهاية. وهنا “الكتابة” بتبقى زي ما التوسير بيقول “إنتاج”، انتاج في المعرفة، انتاج لمعرفه جديدة.  بس كده، “رواية” عن الواقع، أو ممكن نقول “رؤية للواقع” أو “رؤية من الواقع” ضمن روايات ووجهات نظر تانية كتير ممكنه على حسب الطموح اللي في العدسات.

ده تاني مقال بالمصري بيلخص لـ “قراءات” رسالة ماجستير اتقدمت للجامعة الأمريكية السنه دي 2015 الرسالة اسمها “حباية وسجارة وكوباية شاي .. جسم الرجل في مصر في عصر الفياجرا”. المقال الأول أتكلم عن “الميلاد السياسي لفياجرا والحرب على الترامادول”.

المقال ده بيحكي عن الفصل التاني من رسالة الماجستير: “وظيفة الأسد الإضافية”. بيحكي ليه وإمتى وإزاي الرجالة بيستخدموا “حبوب الجنس” وإزاي بيدورا على “الانبساط” وايه اللي بيخافوا منه وإزاي وظيفة انهم يبقوا “أسود” بقت وظيفة إضافية لازم يشتغلوها زيها زي الأربعتاشر ساعة شغل التانية طول اليوم، وكمان بيحكي بالنسبالهم إيه هو “اللي الستات بيتعودوا عليه” وإزاي حضور المرأة في تخيلهم عن العلاقة الجنسية في نفس الوقت معناه “غياب” دورها في نجاح العلاقة . وبيسأل إذا كان الرجالة اللي بياخدوا الحبوب عارفين بوضوح إيه اللي بيدوروا عليه وممكن يبسطهم في الجنس! وبيسأل عن السياق الأكبر اللي فيه إعلانات “الأسد” و “العلبة الذهبية ..الواحد بميه” محاصره الرجالة في الشارع في المواصلات في التلفزيون في أغاني الأطفال في الأفراح في لقاءات الأسرة، في مكان الشغل، ع القهوة وحتى في الجنازات.

ألتوسير من ضمن أهم “العدسات – التصنيفات” اللي في “قراءات” عن الدراسة دي. وفي الفصل التاني من الدراسة ألتوسير بالذات من أهم العدسات عشان نفهم حكاية “وظيفة الأسد الإضافية”. التوسير هو اللي ممكن يمشي معانا لغاية ما يشرحلنا الحكاية اللي هتخلينا نقدر “نشوف” جسم الرجل بصفته “اَداة” عشان “إعادة انتاج” نفس الظروف اللي فيها حوالي تُلت رجالة مصر بياخدوا “أدوية منشطات جنسية”.

التوسير فليسوف من فرنسا (مش عارف هل مهم نقول إنه أصلاً جزائري!)، كان عضو مهم جداً ومثير للجدل في الحزب الشيوعي الفرنسي، كتب أشهر مقالاته وكتبه في خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن العشرين. من أجمل وأهم مقالات التوسير “الأيديولوجيا وأجهزة الدولة الأيديولوجية (ملاحظات نحو تحقيق)” وده المقال اللي “قراءات” ترجمت الجزء الأول منه ومستني تترجم الجزء التاني. في الجزء الأول التوسير بيقدم فهمه “لأجهزة الدولة الأيديولوجية” وإزاي “الأجهزه” دي بتنتج وبتعيد انتاج “الأيديولوجيا”.

لوي ألتوسير

لوي ألتوسير

التوسير عنده تصور للأيديولوجيا واسع جداً بحيث انها تقريباً بتلم كل أشكال الأفكار والأفعال الممكنة في لحظه من الحظات. في الجزء الأول من المقال بيقولنا إيه هي “الأجهزه” دي، وبيحدد إن أهم “الأجهزة الأيديولوجية” هي  “أجهزة الإعلام والقانون والدين، والتعليم المجاني والخاص، وكل النظام السياسي بمعارضته، بنقاباته، ومؤسسات الفنون والأّدب والرياضه”. ومن ضمن المؤسسات “الأجهزة” دي بيخص التوسير الأسرة بالذات بصفه إضافية،  فـ “الأسرة” بالذات ليها مهام تانيه اضافية غير إنها “جهاز أيديولوجي” منها انها بتتدخل في “إعادة إنتاج قوة العمل” (الخِلفه والعيال اللي هيطلعوا يكملوا شغل من بعد أهاليهم) . وبيقول أنها “وحدة الإنتاج و/أو وحدة الاستهلاك” الأساسية. الأسرة مثلاً هي اللي بتدينا أسامينا من قبل ما نتولد. وبكده يبقى وكأننا معروفين ولينا اسم وشخصية بتاعتنا باسمنا مش ممكن تتبدل مع حد تاني من قبل ما نتولد! والأسرة مثلا هي أهم مكان بيتم فيه انتاج “الأيديولوجيا” اللي بتضمن استمرار وزيادة استهلاك فياجرا وفايركتا والترامادول ومشتقاتهم، وكمان “الأسرة” في نفس الوقت هي وحدة الإنتاج والإستهلاك الأهم على الإطلاق لفياجرا وترامادول.

في الجزء التاني من مقال التوسير، التوسير بيشرح دور”الأيديولوجيا” في إن الإنسان يقدر يفهم نفسه ويتخيل علاقته مع “الواقع المادي” اللي بيعيشه. وبيوري ازاي إن في نفس الوقت “الأيديولوجيا” نفسها مبنية على “الواقع المادي” ومحدده بحدوده ونظم انتاجه الرأسمالي المُستغِلة المبنية على التنافس والولع الجماعي السفيه بالإنتاج بدون مبرر والولع المجنون بالاستهلاك اللي ملوش تبرير. الاستهلاك بيحصل أساساً عشان ننشط الانتاج. ده بيحصل رغم أن كلنا عارفين إن الانتاج ده، اللي احنا بننشطه بالاستهلاك، هو الي بيستعبدنا عنده (من خلال الاستهلاك).

في حالة رسالة الماجستير دي كلام التوسير معناه بالنسبالي أولاً إن من غير “الايديولوجيا” اللي بتنتجها “أجهزة الدولة” كل تخيلاتنا وفهمنا لجسمنا ما كانوش ممكن يحصلوا. خيالنا وفهمهنا لنفسنا وجسمنا بيتشكلوا في “الأيديولوجيا” اللي بتنتجها “أجهزة الدولة الأيديولوجية” ( أجهزة “الدولة” أو اللي ممكن يكون بيحل محل الدولة دلوقتي من  شركات دولية عابرة لكل حاجه تقريباً). وثانياً : إن استهلاك” الفياجرا والترامادول جزء من “ظروف” و” وأيديولوجيا” إعادة انتاج نظام الاستغلال الرأسمالي اللي احنا عايشينه، ده بيحصل لما الحبوب بتساعد  الرجالة تلاقي حاجه تنبسط فيها وتقدر ـ في ظروف معينه ـ تخلي الرجالة تستحمل “وجع قلب” الشغل. وكمان ظروف العيشه دي هي نفسها اللي بتضمن أن الرجاله يستهلكوا حبوب أكتر لأنهم بقوا محتاجين يبقوا “رجالة” في شوية الوقت القليلين الفاضيين وبأجسامهم التعبانه والعيانه والمهدوده ، لأن الراجل بقى “عادي” أنه يحتاج يبقى “أسد”، وده بيبقى “عادي” في الإعلان زي ما بيبقى عادي في “تحية” أي عريس مصري في فرحه، “دواء” عشان يبقى “أسد”.

“الواحد بميه”

شاب من اللي اتكلمنا مع بعض كتير خلال “البحث” اللي عملته للدراسة دي أسمه  “ياسين” [1] . كنا قاعدين في مكتب في شغل، نعرف بعض بس ما كناش قاعدين بنتكلم مع بعض. أنا كنت قاعد بأكلم حد تاني عن موضوع الماجستير ده من باب الحكايات وبس. عادي السؤال بتاع “وبتعمل إيه دلوقتي” وإجابته في حالة أي طالب ماجستير بتكون عن البحث اللي بيعمله. بس كده قام ياسين قال من غير ما نكلمه: “وحكاية حبوب الجنس دي بتخلي الواحد يحس كأنه مش موجود”. ياسين عنده 27 سنه موظف في شركه قطاع عام وكالعادة بيشتغل حاجات تانيه كتير لأن الوظيفه ملهاش معنى بالنسباله. ياسين شايف إن “صعب كده ف كل حته يقولك خليك أسد خليك أسد .. مش كده!”. ياسين عن نفسه ما بياخدش فياجرا (بيفضل الحشيش لتأخير القذف)، لكن زيه زي شباب كتير من اللي اتكلمت معاهم كانت تعليقاته الأولانيه كلها على حكاية الأسد من غير ما نجيب في سيرة إعلانات الأسد. ويظهر إن “الأسد” دلوقتي ارتبط بأي كلام عن “حبوب الجنس” في مصر، ده اكيد ليه عدة أسباب منها إن حكاية إن الراجل بيتوصف أحياناً بأنه “أسد” دي قديمه، ومنها أسباب تانيه زي إن الأسد هو “شعار” أكبر شركة مصرية بتنتج “حبوب الجنس” وبالتالي فإن أي كلام عن الحبوب بيفكر الناس بالأسد، ومنها كمان إن فيه رجالة شايفه إن “الأسد” جامد ومسيطر وإن ده المطلوب منهم انهم يبقوه رغم كل الظروف. وشايفين وإن الحبوب بتدي ليهم طريقه مضمونه وفي وقت محدد ـ 30 دقيقة بعد الحباية – لأنهم يحققوا جزء مهم جداً من أنهم يبقوا “أسود” ).

hqdefault

واحد من أهم إعلانات “الأسد” هو أغنية “مهرجان” الأسد بتاعت أوجا وأورتيجا. الأغنية دي كانت مهمه للدراسة مش بس علشان سيرتها كانت بتيجي لوحدها من غير ما حد  يسأل عليها، لكن كانت مهمه لإنها كانت من الأسباب اللي خلتني أصمم على موضوع الدراسة دي لما سمعت أطفال بيغنوها في الشارع. اللي حصل إن فرقة مسرح شارع كانت بتقدم عرض وبمجرد ما العرض خلص الأطفال حسوا بالفرحه وكده فقرروا يغنوا فمالاقوش اغنيه يغنوها غير “العلبة الذهبية الواحد بمية”[2] ولما حاجه بتدخل في الثقافة الشعبية لدرجة إن الأطفال يغنوها أو يلعبوها (زي لعبة ثوار وداخليه كده لو فاكرينها) لما الموضوع يوصل لأغاني وألعاب الأطفال يبقى موضوع كبير ومهم ورشق في قلب الثقافة و”مجموعة الأفكار والأفعال” الممكنة في الجتمع.

 الأعنية بتحكي باختصار عن واحد “طول عمره راجل وكان ملو هدومه … حصلتله صدمه وقال ده عادي، وهي (مراته) جنبه وف ليله بمبي قالتله سيدي قالها إنتي، طفي النور رشي بخور …” المهم “بعد شوية فضل ف مكانه كأنه جعر” .. مراته بقا “بصتله بصه ما بعدها بصه لاقيته قطه ..” وكان “عنده “ظروف” إن المدام بتشوفه “خروف”  المهم جاله واحد صاحبه لاقاه “في قلبه حسرة” قاله “خلي الحوار يتلم… قبل الفضيحة إرشي المدام” ، حكايه طويله في الاخر صاحبه بيقوله على “العلبة الذهبية” فبيروح يجيب شريط وياخد حباية و”فجأه شاف أسد في البيت”، وبترجع الأغنية تعيد بدايتها “العلبة الذهبية الواحد بمية).

 تاني أشهر إعلان جت سيرته بين اللي اتكلمنا مع بعض كان إعلان “لو شايفاك بطه خليك أسد”[3] اللي فيه الجمله الشهيرة بتاعت “اشتم ما هو ده تمامك” اللي فيه راجل قاعد مع مراته في توكتوك (وسواق التوك توك مشغل مهرجان “الواحد بميه” اللي ليه تسجيلات تانيه بتقول “من واحد لميه”) والزوج بيشتكي انها بتقضي اليوم كله عند أمها (يعني مش مهتمه تقعد مع جوزها) وبيتكلم بثقه وهو راسه راس بطه. وبعدين تيجي جملة نهاية الإعلان بصوت تخين لراجل بيقول “لو بتشوفك بطه إرجع أسد”.

الملفت في أغنية “المهرجان” والإعلان ده وغيره من إعلانات “الحبه السداسية” وغيرهم أنهم مش بيعلنوا خالص عن قدرات خاصه هتبقى عند الراجل لما ياخد الحبوب لكن ، وده الأهم، إنه هيبقى “عادي” راجل عادي معندوش “ظروف” إن المدام بتشوفه “خروف”. وحكاية الخوف من “البطه والقطه والخروف” دي مهمه جداً. التخويف مهم زيه زي التحفيز. التخويف والعقاب دايماً بيكمل اي “أيديولوجيا” (يعني اللي هيحب مصر هيبقى مواطن شريف “عادي” واللي مش هيحبها هيتسجن ويبقى “عميل”). والراجل اللي هياخد الحبوب هيبقى “عادي” راجل سليم واللي مش هيعرف يبقى “أسد” هيبقى “خروف” وهايتقاله في التوك توك “اشتم ما هو ده تمامك”.

 فيه باحث إجتماع وأنثربولوجيا باكستاني مهم إسمه “كمران علي” عمل سنة 1998 بحث اثنوجرافي وطلع منه كتاب سنه 2002 عن برنامج “تنظيم الأسره في مصر” (للأسف الكتاب مش مِتًرجم) وحكي إن الرجالة ـ قبل موضوع الفياجرا ده كله ـ كانت خايفه من انها ما تقدرش “تُشبع – Satisfy” ستاتهم (أعتقد تُشبع دي ممكن تكون أصلاً هي كلمة “تكفي” مثلاً). لكن الحقيقة الخوف اللي بأتكلم عنه سنه 2014 – 2015 مش خوف من إن الستات ما تبقاش “راضية” (من وجهة نظر الرجاله طبعاً)، لكن الخوف هنا هو خوف الرجالة نفسهم من إنهم ما يكونوش “أسود” ، يعني مش خوف على الستات خالص اللي هيشوفوا حد تاني لو رجالتهم مش مناسبين (زي الخوف اللي كمران علي شافه ساعتها) لكن خوف من انهم ما يكونوش عند المستوى “العادي” من الاًداء الجنسي اللي “كل الناس” في “كل حته” بيقولوا عليه، الاَداء “العادي” بتاع “الأسد”! اللي العريس في تحيته في الجواز بياخده واللي كل راجل مطلوب منه أنه يعمله.

موضوع “الخوف” اللي بيحرك الرجالة ده هيرجع يبان تاني في حتت تانيه في الدراسة وهنشوف إزاي فيه رجالة بتاخد فياجرا وهي خايفه من تأثيرها على القلب لكن الخوف من “الخروف” أكبر من الخوف من “جلطه قلبية” و”ربنا يستر”. دكتور أمراض كبد وتخسيس قالي في مقابله من اللي اتعملوا في بداية الدراسة خالص إن كتير من الرجالة اللي بيعالجهم بيسألوا الأول على تأثير الأدوية على الانتصاب، وإنه بقى عارف إن الأدوية اللي بتأثر على الانتصاب الرجالة مش بيخدوها بانتظام وساعات بيرفضوها أصلاً، يعني كتير من مرضاه في مختلف الأعمار مستعد للخوف من إن تعب كبده يزيد (أو يحصل اللي اسوأ من كده) بس مش مستعد للخوف من إن انتاصبه يتأثر.

موضوع “الأسد” المطلوب من الراجل عادي، والخوف من “البطه” بقوا الأساس اللي بيتقاس عليه الجنس العادي واللي مش عادي. الفهم ده للجنس كبر ولسه بيكبر وبيفرض نفسه على حياة الرجالة. ده بيحصل بتأثير من “الامكانيات” الجديدة اللي بتتحيها الكيميا، وفي نفس الوقت الفهم ده للجنس هو اللي بيحدد دور وأهمية “الكيميا الجديدة”. نمو “الأيديولوجيا” دي باستخدام أو عدم استخدام “حبوب الجنس” بقت “عادي”. الاختراع إللي اسمه “سلدانفيل سترات” (في صورة فياجرا، أو فايركتا، أو ديور جوي، أو دراجون الصيني أوغيرهم) الاختراع ده عمره ما كملش 15 سنه في الدنيا (28 مارس 1998) ووجوده الحقيقي في مصر ما كملش تسع سنين (من يوليو 2006) كل حد فينا بقا بيتعامل معاه دلوقتي على انه عادي موجود وعلى إن فيه حاجه اسمها “حبوب الجنس” وبنسميها “المنشطات الجنسية”. والإنسان دلوقتي في مصر (راجل أو ست) حتى لو مش بياخد “حبوب” هيتعامل معاها في فرح هيسمع الناس بتتكلم عنها في جنازه هيشوف إعلانها في الشارع هيستخدمها كهديه في مصلحة حكومية (زي ما هنشوف بالتفصيل في ترجمة الفصل الرابع من الدراسة “الهدية الجنسية”)، وهيفكر في نفسه من خال الثنائي “البطة والأسد” وهيحس زي ما ياسين حس إنه “مش موجود” لو محددش موقعه من “الواحد اللي بميه” ولو محددش موقفه من “الأسد والبطة”.

جامد وكويس ومهدود

“فهيم” واحد من أكتر الرجالة اللي اتقابلنا وقضينا أيام مع بعض في شغله وفي بيته وفي الرحلة اليومية من بيته لشغله. الحقيقة مشوار فهيم ده كان خفيف على قلبي. فهيم راجل قرب م الخمسين، قصير شويه، ومليان شويه ودمه خفيف ومبتسم دايماُ، بيحب النكت وتحس مجرد ما تشوفه انه إنسان طيب.

“فهيم” كان موظف حسابات في شركة قطاع عام، الشركة لسه شغاله لكن هو استقال من بدري، راح عمل معاش مبكر عشان يشتغل في صيدلية كانت بتاعت حد من قرايبه وبعد كده كمل شغل في صيدليات تانيه بحكم خبرته في بيع ووصف الأدوية. زوجة فهيم في منتصف الأربعينيات كانت شغاله معاه في نفس الشركة و”سوت معاش” هي كمان، بعديه بشويه، عشان العيال الاتنين كانوا في ثانوية عامة (الولد كان في تالته والبنت في تانيه)، ودلوقتي بتشتغل في وظيفه متواضعه في شركة دولية ناحية التجمع الخامس. فهيم ومراته عايشين حالياً في المنيب.

أول مرة فهيم اخد فياجرا من خمس سنين كانت حبوب أمريكاني هدية من صديق. لما فيهيم رجع اليبت في اليوم ده اخد الحباية وطلب من مراته تعمله كوباية شاي، زي ما نصحه صديقه. المهم أخد الحباية وحس إن الدم بيضرب في كل حته في جسمه ، خاف. قال لمراته إنه تعبان وهينام لأنه باين داخل على دور برد. نام فهيم ع السرير وفضل صاحي خايف لمدة ساعتين لغاية ما حس انه احسن فقرر ينام لوحده. بعد اسبوعين فهيم قرر يجرب تاني بس النوع المصري اللي بياخدو من ساعتها. قبل الفياجرا وتجربتها فهيم جرب يستخدم مرهم بواسير كمخدر موضعي بيقلل حساسية العضو الذكري وبالتالي يأخر القذف. لكن فهيم بينصح كل زباينه في الصيدلية اللي عاوزين يأخروا القذف ياخدوا مهدئ أعصاب لأن المرهم ساعات بيخدر العضو التناسلي للزوجه وبالتالي “الليله بتبوظ ” زي ما فهيم بيقول. حالياً فهيم بياخد حباية للانتصاب ومعاها مهدئ أعصاب للتأخير (وبعض زباينه بياخدوا دواء صرع للتأخير).

فهيم شايف إن الراجل في أخر يوم شغل ملوش أخر محتاج يحس انه “موجود ومسيطر محتاج يحس انه جامد إنه أسد إنه كويس”. وهو بيعتبر أن الحبوب بتخلي ده ممكن حتى لو الواحد راجع م الشغل مهدود .

hqdefault (1)

لما الميدان يقابل الباحث

حوار مع سائق تاكسي

          لقاءات سواقين التاكسي مش مادة بحث اثنوجرافيه (على الأقل في البحث ده)، ورغم إن سواقين كتير اتكلموا معايا عن “حبوب الجنس” والحشيش والأفيون لما بيستخدموهم لتأخير القذف، لكن الدارسة ما ضمتش أي كلام مع السواقين (كلامهم ممكن يكون مهم في دراسة تانيه بمنهجية تانية). سواق واحد هو اللي حكايته كانت مهمه بجد ، لأنها سجلت بالنسبالي إزاي وفي ظروف شكلها إيه أنا نفسي بصفتي راجل عايش في القاهرة من طبقة أغلب أهلي فيها موظفين ، إزاي أنا نفسي بتقابلني “حبوب الجنس” بـ “خطابها وممارساتها” في كل مكان في حياتي في المواصلات، في الشوارع وفي وسط الزحمه وكل العبث اللي عايشينه.

في يوم الخميس 16/10/2014  نزلت من شقتي في ميدان عابدين – وسط البلد الساعة اتنين ونص الظهر، اليوم ممل ومش مبشر، الشوارع زحمة كالعادة في الوقت ده –  وسط اليلد يوم الخميس الضهر. أنا رايح أزور صديق صحفي بيعمل عملية قسطرة في القلب بالمستشفى الإيطالي جنب “ميدان الجيش” م مستشفى “الطيران العسكري”، مشيت لغاية أول شارع محمد محمود جنب وزارة الداخلية وأخيراً وافق تاكسي أبيض وبعداد شغال أنه يوصلني ( في الوقت ده كنت متغاظ من مجرد فكرة إن الميدان اسمه الجيش والمستشفى إللي من أيام الاحتلال هتاخد أربعين ألف جنيه، وكمان جنب مستشفى العسكري، وعشان أروحلها لازم أعدي من جنب الداخلية .. الحقيقة ساعتها ده كان اللي مأثر عليا، وواضح إن ده أثر على اللي سجلته في “الملاحظات الميدانية”  في اليوم ده).

ـ سواق التاكسي بدأ الرحلة، شغل العداد من غير ما أطلب ، ربط الحزام أول ما قرب من ميدان التحرير

ـ أنا ساكت وزهقان من الزحمة وقطع وزارة الداخلية لشارع محمد محمود بدون سبب مفهوم، ومش مهتم بسواق التاكسي خالص رغم أني استغربت أنه شغل العداد من نفسه. أستغربت لأن أغلب سواقيين الهايونداي البيضه بطلوا يشغلوا العداد من شهرين تقريباً من يوم ما الجيش وعدهم بتسديد أقساط تاكساتهم ، بعد ما عملوا وقفة احتجاجية. من يومها والشرطة مش بتتعرضلهم، وكأنهم أصبحوا مسندودين من الجيش، زي ما أكثر من سواق قالي، وبالتالي أصبح العداد في أغلب الأوقات “بعافيه شوية” أو عطلان لأنه ما اتجددش على التسعيرة الجديدة من ساعة رفع سعر البنزين من كام شهر كجزء من خطة الرئيس الجديد “السيسي” لرفع الدعم عن المحروقات تدريجياُ.

 ـ هو: أصل بتوع المرور ما بيرحموش (!)

 ـ أنا مكمل في حالة الملل: مممم

  ـ هو : هما مش هيعملوا لي حاجه بس أنا محبش حد يعملهالي جميله، على أيه، أنا أربط حزامي ورخصي في جيبي   وخلصنا .. بدل ما أقعد أقول لده وده ياباشا ومش يا باشا.

ـ أنا باصص لقدام ومش مهتم بحكاياته ، قلت: صحيح.

    ـ صمت

     ـ هو : من كام يوم ببص في جيبي ما لاقيتش الرخص ولا المحفظة ، قلت مش ممكن تكون وقعت ده أنا دايماً بأروح للخياط أخليه يطولي جيب البنطلون عشان المحفظة ماتوقعش.

 أنا مضطر أبصله لأنه بيشاورلي على بنطلونه. سواق التاكسي “أحمد” شاب في النص الأول من الثلاثينيات، أبيضاني وجسمه متوسط لابس قميص كاروهات رصاصي في ابيض من النوع اللي بيتباع في الوكالة ومختلف مناطق القاهرة الشعبية ، وبنطلون قماش رصاصي ، أستغربت مسألة تطويل الجيب عند الخياط لأنها عادة موظفين قديمه أوي إنقرضت وعمرها طبعا ما كانت عادة سواقين تاكسي، عادة موظفين خايفين من تعرضهم للنشل في الأتوبيس العام يوم القبض، قبل ما المرتبات تتحول على كروت ال “إيه تي إم” بتاعت بنك مصر أو البنك الأهلي. والمكان الطبيعي للرخصة بالنسبة لسواق التاكسي هو ضهر الشماسة فوق البربيز الإزاز وجيب البنطلون. سألته:

   ـ  أنت بتشتغل حاجه تانية؟ فقال أنه موظف في شركة المياه لكن خرج بدري النهارده عشان يشتغل على التاكسي اللي   جايبه بالأقساط من البنك.

  ـ هو : بتسأل عشان حاجة

أنا: لا أبداً.  ورجعت أبص قدامي عشان أوصله رسالة أني زهقان ومش مهتم بحكايته مع الرخصة خالص.

   ـ هو قرر أن يكمل حكاية الرخصة قال : ساعتها كان معايا زبون وطالعين الدائري، استأذنته نقف فوق الدائري عشان أخلي الواد صبي الميكانيكي اللي تحت البيت  يحدفلي المحفظة على الدائري عشان مليش سلم ولا حته أنزل منها للبيت، مفيش دقيقتين كان الواد حدفلي المحفظة، مش كده أضمن بدل ما حد يكلمني.

   ـ أنا من غير ما أبصله: أكيد.

ـ هو : أصل اليهود في كل حته (!!)

  ـ أنا: ممم

(من غير ما أبصله ولا حتى أحرك راسي ، في الحقيقة حسيت أن حكاية اليهود دي كمان قديمه ومملة وملهاش أي معنى. السواق مش إسلامي من بتوع “اليهود في كل حت” ده مشغل أغاني ومالي التاكسي قطط بلاستيك م اللي بتهز دماغها كل ما التاكسي يتهز. كتير من سواقين التاكسي الأبيض جابوا  موافقة قرض البنك لشرا التاكسي من خلال مندوبي ورؤساء أمانات الحزب الوطنى المنحل ورجال أحمد عز في الحزب في مختلف مناطق القاهرة ).

 ـ صمت امتد لأكثر من دقيقة

ـ هو : هما طلبة الاخوان بيتظاهروا على إيه دول فعلا مغسول عقلهم.

(رغم كل زهقي الحقيقة ما أقدرتش أسكت، الطلبة انضربوا بالنار في الجامعات على مدار الأسبوع اللي فات  لمجرد أنهم تظاهروا ضد السيسي، الأمن وشركات الحراسة الخاصة اللي قالوا انها تبع بنك دولي كبير مصر تعاملوا مع الطلبة على أنهم مشروع “أرهابيين” وكان صعب أسكت؛

      قلت : الطلبه عندهم حق

ـ هو: السيسي راجل كويس بس اليهود في كل حته (!!) حواليه حتى في الجيش…

(أنقذني من الحوار ده سواق مايكروباص قرب من التاكسي إلى درجة أننا كنا هندخل في صور “منزل” كوبرى اكتوبرعند غمره)

ـ هو : يخرب بيت البرشام الواحد يقولك معاك ربع معاك نص ، جتكم نيله.

     ـ أنا: قصدك “الرامو”

     ـ هو : أه الزفت ده كل الناس ماشيه مبرشمه من ساعة ما جابوهولنا (!).

ـ أنا إنه قرب من موضوع رسالتي للماجستير بشكل يقلق لسه زهقان ومش مستعد لفتح حوار معاه. قلت : صحيح. وسكت.

    ـ هو: “وحبوب الجنس” دي ، الواحد “ياخدها ويتعامل”.  ولا أنت إيه رأيك؟

(كدا ومن غير مقدمات، قرر أحمد يعمل معايا مقابلة “غير مخططة” عن موضوع دراستي، المشكلة اني في الحقيقة بعد شهور كتير  من التفكير في “موضوع البحث” بقا صعب يكون عندي إجابات على أسئلة احمد،  كل اللي عندي مجموعة أسئلة وأسئلة حوالين الأسئلة . ساعتها على الأقل قررت أستسلم إن “الميدان البحثي” قرر يقابلني، وقولت طيب أعمل أنا كمان “مقابلة ميدانية” بالمره)

ـ قلت: انت إيه رأيك؟

ـ أحمد: كنت شغال يعني مع واحد قريبي هو عدى الستين يعني، وبعدين مراته جت وقالت لعمي اللي شغال معانا برده، خلي مصطفى يرجع لطبيعته.

ـ أنا: مش فاهم.

ـ أحمد : يعني يبطل حبوب، هي كانت مستريحه من غير حبوب أكثر، بيقولوا الكلام ده قدامي

ـ أنا : يعني انت مجربتش الفياجرا أو التايجر قبل كده.

ـ أحمد: لأ الحاجات دي ضررها أكثر، بيقولوا خطر على القلب.

(أحمد كان بيقول الأكليشيهات المشهوره عن  المنشطات الجنسية وخطرها على القلب، وهو كلام قالته الدولة بكثافة قبل ما توافق فجأة على انتاج الفياجرا في مصر. أحمد بيبصلي زي اللي مستني إجابه تريحه)

ـ  أنا : ما كل حاجه خطر

ـ أحمد : أصل الست على ما تعودها، يعني لو عودتها على الأفيون تتعود، على الحبوب تتعود

(أحمد فضل أن تكون اجابته عن سبب ابتعاده عن المنشطات الجنسية – لو كان ده حقيقيا ـ بحكايته عن اللي شايف  أن المرأة بـ “تتعود” عليه في الجنس ومش عن الراجل !، وهو يقصد أن الراجل اللي بياخد الأفيون اتأخير القذف وتحسين الانتصاب بيخلي شريكته تتعود على شكل محدد من الجنس. الملفت إن أحمد زي ناس كاير طنش موضوع الخطر ع القلب بتاع الفياجرا ودخل في الموضوع بمجرد ما قلتله إن كل حاجه خطر ! وهي في الحقيقة جملة ملهاش معنى خالص، لاكن أقنعته بحاجه وخلته يكمل “المقابلة”)

أنا: طيب يا سيدي كل ده كلام عن ازاي “تبسط” الست اللي معاك، كويس، المهم انت ازاي بتنبسط

ـ صمت.

ـ أحمد : لأ .. معرفش

(على وش أحمد دهشه التفكير في سؤال جديد لأول مرة، بيستغرب اجابته هو نفسه لما قال “معرفش)

– أنا فضلت أسكت شوية عشان أدي الفرصة  لأحمد ، لكن هو كمان سكت.

ـ أحمد ، بعد لحظات من السكوت: لأن حضرتك بالنسبة للراجل هو بيخلص كل حاجته مع القذف ، لكن الستات تفرق منهم اللي زي الراجل ومنهم اللي بتأخر ـ عشان كده الطلاق اللي انت شايفه في كل حته (!).

اجابات أحمد زي أغلب اجابات الرجاله في لقاءات تانيه طويله مع فهيم وغيره في الفصل ده والفصل الجاي، كان فيها نفس العناصر الأساسية: أول حاجه إن محدش بيربط استخدام المنشطات الجنسية بأي شكل من أشكال العجز الجنسي؛ “الحبوب”  “مقويات” جنسية عشان الراجل يبقى “جامد، كويس، عادي”.  النوع ده من الفهم و”الخطاب” حوالين إن إستخدام الحبوب يبقى “عادي” وإنها تبقى بتستهدف الراجل “العادي” المتجوز جديد أو قديم عشان يبقى عادي “جامد” وأسد، النوع ده من الفهم بيضمن “للحبوب” جمهور واسع جداً من الأسر/ وحدة الإستهلاك.  نمط الإنتاج اللي احنا عايشينه كان مستعد لاستقبال (أو حتى إختلاق) “الامكانيات” الجديدة اللي بتتيحها الكيميا. وبسرعه الكيميا الجديدة بقت “عادي” وبقى ليها أدوار ومعاني كتير في حياتنا “اليومية، في “الأسرة” وفي الشغل وفي الشارع وفي الإعلان وفي الإغاني والإعلانات والمناسبات…

تاني حاجه إن الاجابة على موضوع الانبساط عمرها ما بتكون حاضره في دماغنا ولما ربنا بيرزق بتبقى الإجابة عن  أشكال “إشباع المرأة” مش عن إنبساط  الراجل. وهنا مسألة إن الواحد يبقى “أسد” بتبقى مش واضحه أكتر، “أسد” ليه؟ والحقيقة إن مش مهم “ليه”. إخفاء أجزاء مهمه من الإجابة و/أو من السؤال حكاية ممكن نشوفها في أي أيديولوجيا تقريباً. عادي الأسئلة الأهم بتختفي وكأنها تم خفيها بالعمد. الوظيفه الجديدة المطلوبه من الراجل هي إنه يبقى “أسد” بالليل، بس كده من غير ليه. جسم الراجل في “عصر الاستعراض” بقى مطلوب منه  الإلتزام بوظيفة “الأسد” الإضافية بعد أسبوع مُرهق من العمل وبجسم مهدود (وبالتالي يستهلك “الحبوب”) . وده في نفس الوقت بيخلي الراجل قادر يلاقي مساحة من الإنبساط ومكان يتنفس فيه، مع طاقه رخيصة التكلفة بتديها الكيميا، عشان يرجع تاني للشغل (فيضمن “إعادة إنتاج” النظام اللي عشان يستحمله ويعرف يعيش فيه “عادي” بيستهلك الحبوب).

 ثالثاُ إن الخوف من “البطة والخروف” أكبر أحيانا من الخوف من الموت، وإن الرجالة، حتى لو مش بتستخدم أي كيميا أو حشيش أو حبوب لتأخير القذف، بتفكر في نفسها وبتقيم أدائها الجنسي على أساس التأخير والانتصاب أساساً. ويظهر إن هي دي “تكلفة” إن الإنسان الذكر يبقى “راجل” في في مجتمع “ذكوري –رأسمالي”، مجتمع بيحدد هيعترف بمين من أعضاءه وبمين مش هيعترف على أساس أد إيه أعضاءه منتجين، مطيعين، على خط الإنتاج اللي معمول (لو شايفاك بطه خليك أسد). يعني لأ الرجولة مش بـ”جنيه” زي ما الممثل محمد سعد قال في فيلم اللمبي (وهو بيقفّي على إن حباية الجنس بقت تجيب الرجولة مع إن تمنها جنيه، فـ “الرجولة بقت بجنيه”). “الرجولة” مكلفة، وممكن توصل تكلفتها لإن الخوف من إن الراجل ما يحققهاش يكون عنده أقوى من الخوف م المرض أو الموت. “الرجولة” مكلفة لإن هي زي ما بتضمن إستهلاك “الحبوب” بتضمن إستمرار النظام اللي انتجهم (انتج الحبوب و”الرجولة”).  ألتوسير مشي معانا لغاية ما شرحلنا الحكاية اللي نقدر منها “نشوف” جسم الرجل بصفته “اَداة” عشان “إعادة انتاج” نفس الظروف اللي فيها حوالي تُلت رجالة مصر بياخدوا “أدوية منشطات جنسية.

…………..

 * مدونة قراءات نشرت ترجمه بالمصري للجزء الأول من رسالة الماجستير دي، وهتعرض في حلقات متتالية خلال الشهرين اللي جايين أجزاء من الفصل التالث والرابع والخامس وكمان بعض الملاحظات الميدانية الاثنوغرافيه خلال البحث.

المقال الجاي هيكون عن الفصل التالت في “جمهورية امبابة” هيحكي إزاي الصيدلية مش مجرد مكان لييع الأدوية لأ دي مكان الناس بتتفاوض فيه مع ألامها وأحلامها ومخاوفها، وإزاي الصيدلي ده مش مجرد بياع ولا مجرد شاهد صامت على علاقة الكيميا بأجسام زباينه، لأ ده فاعل اجتماعي نشيط ووكيل عن شركات الأدوية الدولية والمحلية وجزء من حياة الناس من وضعها الاقتصادي ومن أشغالها الرسمية وغير الرسمية من أول العمل في الجنس لغاية التحايل على الشرطة والدولة اللي مش مهتمه بحياة وظروف الناس ، وكمان هنشوف في الفصل ده ليه “حبوب الجنس” بتباع في علب من حباية واحده، وهنشوف “كود الرجال فقط” في البيع والشراء في الصيدلية، وهنفكر مع بعض إزاي “الجنس رياضه شعبية” هي الأرخص والأسهل لما مفيش وقت ولا مكان ولافلوس تسمح للرجالة بانهم يزوروا أجسامهم.

** يوسف رامز: باحث مصري معني بالأنثروبولوجيا والبحث الإثنوجرافي.

الهوامش: 

[1]  كل أسامي الأسخاص وبعض وظايفهم متغيره عشان الناس تبقى متطمنه إن محدش من أهاليهم أو زمايلهم أو مديرهم في الشغل يعرفهم أو يعرف عنهم أسرار خاصة من خلال رسالة الماجستير دي.

[2]    http://www.youtube.com/watch?v=8zGHZN9s17Y&list=RD8zGHZN9s17Y#t=0

[3]   http://www.youtube.com/watch?v=He_9jOc2A5o

3 أفكار على ”حباية وسجارة وكوباية شاي .. جسم الرجل في مصر في عصر الفياجرا (2): وظيفة الأسد الإضافية*

  1. شكرا جزيلا على هذا المجهود الرائع والمهم وفي انتظار قراءة الدراسة كاملة بعد ترجمتها، شكرا جزيلا أيضا لعمرو خيري وموقع قراءات

    إعجاب

  2. قرأت ما دوّنت باهتمام شديد… ليس فقط لأن الموضوع مثير ومهم جدا، ولكن أيضا للقيمة البحثية التي يحملها.. أعتقد أنه من المهم جدا الاهتمام بالصحة الجنسية، فكل علاقة زوجية يجب أن تكون صحية أيضا من ناحية جنسية، ويبدو أن هذا الأمر يقض مضاجع الجميع الكبير والصغير على حد سواء… النقطة الأساسية هي الوعي.. وخلق الوعي يحتاج الكثير من العمل والكد، ولا يولد من فراغ.. استخدام المنشطات على أشكالها والأدوية للانتصاب دون وعي إنما هي كمن يضع لصقة على جرح عميق… آمل أن تغوص في عمق أزمة الوعي للمشاكل الجنسية في الحلقة المقبلة… وشكرا على المشاركة والمجهود…. القراءة كانت ممتعة جدا…

    إعجاب

.