الأصول الاجتماعية للإسلام: العقل والاقتصاد والخطاب (عرض كتاب)

إن ما يقدمه بامية للدراسات الإسلامية هو حشو الحياة اليومية ومادتها، معايشة لانبثاق العقل الإسلامي وتفتحه من داخل العقل الجاهلي، وهو بهذا المعنى ليس تاريخًا بالمعنى التقليدي، وخطاطة الكتاب ليست تتابعًا زمنيًا للأحداث «المادية» وإنما حركة ديالكتيكية لمفاهيم العقل. فالكتاب مقسم إلى بابين عنوانهما «الأرض» و«العقيدة»، ومن بين فصوله مثلًا: «الأفق والرؤية والاستقرار»، «التوقف والخطاب»، «الانتظار»، «الطبيعة والنص والأطلال»، «منطق التجوال»، «عبرَة الشاعر وخوف النبي: خيبات الاغتراب». هذه الروح الشعرية مردها الاعتماد الكبير على الفينومينولوجيا والنقد الأدبي، وهي الأشياء التي تهب الكتاب سحره فيما تثبط قارئه الباحث عن «المعرفة الجديدة» في صورة وثائق

تشارلز رايت ميلز: الخيال السوسيولوجي

ذا فالخيال هو القدرة على التحول من منظور لآخر؛ من السياسي للسيكولوجي؛ من دراسة حالة أسرة واحدة لتقييم مقارن للموازنات العامة لدول العالم؛ من مدرسة اللاهوت للمؤسسة العسكرية؛ من استقصاءات صناعة البترول لدراسات الشعر المعاصر. إنه القدرة على التنسيق بين التحولات العامة شديدة البُعد عما هو ذاتي والسمات الجوهرية لذات الإنسان وإدراك العلاقة الثنائية بينهما. وبناءً على توظيفه، هناك دومًا السعي الدءوب لمعرفة الدلالة الاجتماعية والتاريخية للفرد في المجتمع والحقبة الزمنية التي تشكلت أثناءها سماته وكينونته.