الوعود التنموية بين دراسات التنمية والإيكولوجيا السياسية

ولقد اخترنا في قراءات أن نقدم هذا التشابك بين المجالين (دراسات التنمية والإيكولوجيا البشرية) من خلال استعراض كتابين يقفان على تخوم هذا الحقل المعرفي وذاك، بمناسبة صدور الطبعة الثانية من أولهما هذا الشهر، وهو كتاب “الجميع يحب مواسم الجفاف وخيرها” للصحفي الهندي بالاجومي سايناث، والكتاب الثاني هو عمل أكاديمي بعيد عن اللغة الأكاديمية الشاقة، وهو كتاب تانيا موراي لي، “إرادة التحسين: الحوكمة والتنمية وممارسة السياسة”.

دليل شامل لمصطلحات الدراسات الفِلاحية والأرض – القوة والسياسة في الكلمات المفتاحية للحياة اليومية

في هذا المقال يقدّم جون بوراس (الباحث البارز في مجال الدراسات الفِلاحية) وجينيفر فرانكو (الباحثة المعنية بالعدالة البيئية والتغيّر الفِلاحي) لكتابهما “المفاهيم الأساسية في سياسات الأرض”. يرصد المقال حركة بعض الكلمات المفتاحية المتداولة بمجال الدراسات الفِلاحية في علاقاتها السياسة وتطوّر الرأسمالية ومقاومة الحركات الداعمة للفلاحين، والصراع حول هذه المصطلحات. ويقدم المقال أيضًا إحالات إلى مقالات أكاديمية وكُتب مُعتبرة تقدم بشكل شامل لمفاهيم وقضايا بحثية هامة ندعو القراء إلى التعرّف عليها؛ فهذه الإحالات مفاتيح لدراسة مُختلف القضايا التي تشغل باحثات وباحثي الدراسات الفِلاحية في الوقت الراهن.

** صدرا حديثًا ** السعر خطأ – لماذا لن تنقذ الرأسمالية الكوكب؟

ويركز الكتاب على دور الدولة مقابل دور السوق، إذ يقدم المؤلف طرحًا جذريًا مفاده أن الدولة وليس السوق هي القادرة على تنفيذ التحوّل البيئي اللازم. فقط الدولة تمتلك القدرة المالية والبنية التحتية التنظيمية لتنفيذ استثمارات طويلة الأجل في البنية التحتية للطاقة المتجددة. ويرى أن “الكهرباء” هي مثال على ما وصفه الاقتصادي كارل بولاني بـ”السلعة الزائفة” – أي منتج لا يمكن تسويقه كما تُسوّق السلع الأخرى بسبب خصائصه الخاصة مثل عدم قابلية التخزين والتذبذب في الطلب.

تدمير فلسطين هو تدمير كوكب الأرض

سمح البخار للقادة والقباطنة بربط قواربهم بتيار طاقة من الماضي… مصدر طاقة خارجي على المكان والزمن في المعركة الجارية، ومن خلاله أطلقت السفن نارها وكأن لها أجنحة. تَعزَّز التفوق العسكري البريطاني بشكل فجائي إثر قدرته على تعبئة وتسخير الفحم المخزون تحت الأرض لهزيمة العدو. أو كما لاحظت الأوبزرفر في إشارة إلى فلسطين: “البخار، الآن حتى، يحقق فكرة التفوق المطلق عسكرياً والسمو العسكري: إنه تفوق نهائي وتام، ليس بوسع أحد تحديه”. أصبحت بريطانيا جاهزة لصب قوة الوقود الأحفوري على من تشاء في جميع أنحاء العالم، بعد أن أثبتت مناعتها وقوتها في فلسطين.

العنف البطيء

لابد أن يُنظر إلى العنف، والعنف البيئي بوجهٍ خاص، ويُدرَس بعمق، ليس فقط على أنه صراع على الأرض، والأجساد، والعمل، والموارد، بل كصراع على الزمن. علينا أن نذكر دومًا قول ويليام فوكنر بأن “الماضي لا يموت أبدًا. بل إنه لم يمضِ بالأساس.”. يتردد صدى كلماته بقوة خاصةً عبر المشاهد التي يتخللها العنف البطيء، مشاهد من دفق زمني يتجاوز عمليات التنظيف الخطابية بكل بداياتها ونهاياتها الصحية. ومشاهد الانسكاب الزمني التي تستعصي على التعريف وتراوغ ببداياتها ونهاياتها الصحية.

الكورونا والخيال الإيكولوجي: تعقيب على مقال أرونداتي روي “الجائحة بوابة”

ما فعلته أرونداتي روي في مقالها هو أنها تسلحت بأدوات الأدب، بالمجاز والصورة، لتقدم للقراء حقيقة قبيحة مجردة، اعتدنا أن نراها إما في صورة إحصاءات بأعداد الموتى والمصابين وحسابات من دخلوا المستشفيات ومن خرجوا منها ونسبة هؤلاء إلى هؤلاء، أو في صورة تحليلات اقتصادية وسياسية مكتوبة بلغة “الخبير”. 

ثلاث محاولات لفهم جائحة الكورونا

القصد: انتشار الكوفيد-19 زي ما بيحصل في المكان (جغرافياً) فهو بيحصل في الزمن، واستقر الرأي على تقسيم مراحل الانتشار على أسابيع (مش أيام ولا شهور). في التغير المناخي بنتكلم دايماً عن السيناريوهات المتوقعة لو ارتفعت درجة حرارة الأرض بواقع درجتين مئويتين، أو تلاتة أو أربعة. لو ارتفعت درجتين هتحصل المصايب الفلانية، لو تلاتة أو أربعة أو أكتر هتحصل المصايب العلانية، إلخ. اللي حاصل حالياً مع كورونا، إننا بنشوف نموذج حي لـ إزاي التطور الزمني للكارثة بتاعت الكورونا (اللي وراها نفس المحرّك الأول للتغير المناخي، الإنتاج السلعي للمكسب) بيتحقق في المستقبل، لكن المستقبل هنا قريب، مسافة أسابيع، مش سنين زي ما بيترسم في سيناريوهات “ايه هيحصل لما ترتفع درجة حرارة الكوكب كذا أو كذا درجة مئوية”.

النيوليبرالية “نصبت علينا” لنكافح التغير المناخي كأفراد

هناك 100 شركة فقط مسؤولة وحدها عما يقارب نسبة 71% من الانبعاثات الكربونية في العالم. انشغل أنت بتلك الأقلام القابلة للتدوير وبلوح الطاقة الشمسية على سطوح بيتك، بينما هم مستمرون في حرق الكوكب بهمة واقتدار.

تغيير منطق الفلوس: خطة للخروج التدريجي من اقتصاد السوق والعولمة

التفكيك المتعمد والمنظم للشق الأكبر من البنية التحتية المعاصرة للنقل والتجارة هي عملية قادرة على تحسين قدرة المستهلكين الأفراد على فهم مدى قدراتهم المجتمعية والبيئية، وقادرة على تمكينهم من تحمل مسؤولية وقف الانهيار الاجتماعي-البيئي. على المستوى الأعمق اللي بنتكلم عليه، وارد يبني الأفراد هوية قايمة على علاقات اجتماعية صادقة، أعمق من علاقات الاستهلاك السائدة.

ألف هورنبورج: كتابة التاريخ البيئي بنظرية النظام العالمي (المركز والهامش).. الفلوس والقيمة كمقاييس مزيفة للتبادل/التجارة

السوق العالمية تطلب، والطبيعة تلبي، وتتقسم الطبيعة حسب طلب التجارة العالمية. التجارة خلقت البيئة العالمية، وخلقت اختلافات بين مناطق النظام العالمي من حيث إزاي كل منطقة أتأثرت/أتضررت.

إدواردو جوديناث – حركة بوين فيفير 2: الحداثة والتنمية وخريطة الخروج من الرأسمالية في أمريكا اللاتينية

الناس دي مش سهلة، قصدي الشعوب الأصلية، البدو، سكان الغابات، الإسكيمو، إلخ، الناس دول ناصحين، ياخدوا بالهم انك زومبي يقوموا يكلموك بلغة الزومبي، وبعدين يخلصوا من الحوار معاك يقوموا يرجعوا يتكلموا بلغتهم. فيه جماعة من دول عايشين في الغابة، لابسين لبس كده زينا، بس بيشعروا بالأسف على حالنا، بيقولوا علينا عيانين، مش فاهمين فكرة إزاي البني ادم يعيش في مدينة، في سجن كبير. خلوني أضيف إن الحداثة قوية جدا لدرجة إنك ممكن وأنت بتخرج منها ممكن ترميك في نسخة جديدة من الحداثة.

إدواردو جوديناث: حركة بوين فيفير في مواجهة زومبي التنمية.. بدائل لما بعد الرأسمالية الميتة/الحية وما بعد الاشتراكية

لنعد إلى فكرة التنمية، الزومبي. أصبحت وكأنها فكرة دينية، بل هي فكرة دينية عميقة متجذرة، يؤمن بها الجميع من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، فأصبح هذا الزومبي المشترك الأساسي بين الأيديولوجيات المختلفة، ويحاول أتباع كل أيديولوجيا أن يثبت صحة فرضياته الخاصة بكيف تتحقق التنمية. التنمية دين سياسي.

هل كان “يوم الأرض” فكرة قاتل مضطرب؟

كتب – مات ستاجز لموقع بيوجرافيل ترجمة – رضوى أشرف في الثاني والعشرين من أبريل/نيسان 1970، تجمع عشرات الآلاف في حديقة فيرمونت بفيلادلفيا للاحتفال بيوم الأرض الأول: وهو حدث تم تنظيمه لنشر الوعي بخطورة التلوث والمشاكل الأخرى التي تهدد البيئة وسلامة كوكبنا. المشرف على ذلك الحدث كان إيرا أينهورن، وهو رجل عُرف بـ”الحصان آحادي القرن”،…