عن العطش للدولة والريبة منها وأزمات المنطقة التي لا تنتهي

هذه الأزمة متعلقة بالأساس بالطبيعة الانطولوجية التي تأسست عليها الدولة والسلطة (منطق الدولة تحديدا) في هذه المنطقة من العالم. ويجادل سلامة أن هذه الأزمة ليست نتاج أوضاع ثقافوية أو متوارثة، أو لها علاقة خاصة بكوننا مسلمين أو عرب أو عالمثالثين. هذه الأزمة وبالأساس هي نتاج للاستبداد، والنظر للسلطة باعتبارها “غنيمة”، وللدولة باعتبارها “امتداد زماني ومكاني لحكم العصبية” (مثلما جادل ابن خلدون قبل ستة قرون). وكيف أن هذه “العصبيات” (والتي يمكن ترجمتها لـ “قبائل سياسية” كما جادلت أستاذة القانون في جامعة ييل آيمي شو وغيرها) التي تنظر للدولة باعتبارها “ملكية خاصة” أو المٌلك “كملكية” أو كما قال البروفيسور سلامة “وهكـذا انزلقنا إلى أنظمة نيو-باترومانية لم تكن تفرق بين الدولة والنظام، ولا بين ممارسة الحكم والتحكم به، واندثرت بالذات تلك الفوارق الأساسـية بيـن الملكيـة الخاصة والعامة”.

نبي العقل: العلم والدين وجذور الشرق الأوسط الحديث – بيتر هيل

في سنة 1813، عاليًا في جبال لبنان، جلس فتى يتابع كسوف الشمس. هل ينبئ بالحرب أو الطاعون أو موت الأمير؟ من هنا بدأت رحلة بحث ميخائيل مشاقة عن الحقيقة، وقد مشاها على مدار عمره. سرعان ما بدأ يقرأ في العلوم التي بدأها نيوتن، وأفكار فولتير وفولني الثورية. فقد دينه وابتعد عن الكنيسة الكاثوليكية. وبعد ثلاثين عامًا مع اشتعال نيران الحرب الأهلية، وجد دينًا جديدًا، البروتستانتية الإنجيلية. ثم وفي عام 1860 نجا مشاقة بحياته بصعوبة بالغة في أسوأ الحوادث التي مرت على دمشق: مذبحة راح ضحيتها آلاف المسيحيين. نحن إذن بصدد مُفارقة: صعود العلمانية العقلانية والطائفية الدينية العنيفة معًا. من خلال تتبع حياة ميخائيل مشاقة في ذلك الزمن الصاخب والمضطرب، حين راحت الإمبراطوريات تتصارع على السلطة والنفوذ، يجيب بيتر هيل على سؤال: بم كان الناس في الشرق الأوسط يؤمنون حقًا؟

الأصول الاجتماعية للإسلام: العقل والاقتصاد والخطاب (عرض كتاب)

إن ما يقدمه بامية للدراسات الإسلامية هو حشو الحياة اليومية ومادتها، معايشة لانبثاق العقل الإسلامي وتفتحه من داخل العقل الجاهلي، وهو بهذا المعنى ليس تاريخًا بالمعنى التقليدي، وخطاطة الكتاب ليست تتابعًا زمنيًا للأحداث «المادية» وإنما حركة ديالكتيكية لمفاهيم العقل. فالكتاب مقسم إلى بابين عنوانهما «الأرض» و«العقيدة»، ومن بين فصوله مثلًا: «الأفق والرؤية والاستقرار»، «التوقف والخطاب»، «الانتظار»، «الطبيعة والنص والأطلال»، «منطق التجوال»، «عبرَة الشاعر وخوف النبي: خيبات الاغتراب». هذه الروح الشعرية مردها الاعتماد الكبير على الفينومينولوجيا والنقد الأدبي، وهي الأشياء التي تهب الكتاب سحره فيما تثبط قارئه الباحث عن «المعرفة الجديدة» في صورة وثائق

لماذا تفشل الاحتجاجات الشعبية؟ إما النجاح في المظاهرات أو الانتخابات

وبذلك فإن بإمكاننا اخضاع كل من حركتي احتلوا والحركة المناهضة للحرب على العراق إلى النظرية ذاتها، وهي أن غياب المطالب لا يمكن أن يكون السبب الحقيقي للفشل، بل إن هنالك شيء أعمق.
وللتوصل الى فهم أعمق لفشل احتجاجاتنا علينا أن نولي أنظارنا تجاه الحكاية التي توجه أدائنا كنشطاء. ما هو السيناريو الذي نتبعه عند انتفاضنا إلى الشوارع؟

مصطلحات أساسية في نظرية ما بعد الكولونيالية / الاستعمار

نقلا عن موقع تابع لجامعة دالاس  Colonialism – الكولونيالية / الاستعمار: التوسع الإمبريالي لأوروبا في باقي أنحاء العالم أثناء الأربعمائة سنة الأخيرة، وخلالها كان للمركز المهيمن علاقة سيطرة ونفوذ على الهامش أو على المستعمرات. هذه العلاقة نزعت للامتداد إلى التعاملات الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية والسياسية والحضارية بشكل عام، عادة مع تشكيل طبقة المستوطن الأوروبي وطبقة المواطن…

دروس باردة من الربيع العربي

ومن الطبيعي أن يرغب الأمريكيون في رؤية شعوب تنجح في التحرر من سطوة الحكم الشمولي، إلا أن المُطالبات بالتغيير السريع؛ والتي تبدأ بنزعة مثالية طاغية، عادة ما تنتهي نهاية غير حميدة، كما حدث من قبل في روسيا في مطلع القرن العشرين. وينطبق الأمر كذلك على فرنسا في نهاية القرن الثامن عشر، حيث قد لا تظهر النتائج الإيجابية إلا بعد عدة عقود من الدمار وسفك الدماء.

النزاع والنزوح و”الحالة العادية” في الشرق الأوسط – كردستان والشتات الكردي

الأفدح أن الأنباء الواردة من المنطقة تزيد قسوتها وخطورتها بشكل مطرد. ليس من الممكن حتى تخمين كيف سينتهي كل هذا وكيف سيبدأ الناس العاديون في بناء حياتهم في بيئة آمنة، أو كيف سيستخدمون مهاراتهم ويطوعونها للحياة وكيف سيحبون أحبائهم ويسهمون في ازدهار حياة الآخرين.. وهي كلها أمور يومية بسيطة تُعد من المُسلّمات بالنسبة لنا.