أعدته ماريا بوبوفا لموقع Brainpickings بتاريخ 14 يونيو/حزيران 2013
ترجمة: عمرو خيري بتاريخ 15 أكتوبر/تشرين الأول 2014
في سنة 1915 كان إينشتاين يبلغ من العمر 36 عامًا ويعيش في برلين التي مزقتها الحرب، بينما تقيم زوجته ميليفا المنفصلة عنه بصحبة ابنيه هانس ألبرت أينشتاين وإدوارد “تيتي” أينشتاين في فيينا الآمنة نسبيًّا. وفي 4 نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه، بعد أن انتهى من عمله المذهل الذي لم يزد على صفحتين والذي حوله فيما بعد إلى شخصية عالمية ومنحه مجدًا تاريخيًّا على نظرية النسبية العامة؛ أرسل أينشتاين إلى ابنه البالغ من العمر 11 عاماً، هانس ألبرت، الرسالة التالية، وهي من كتاب “رسائل أمريكيون عظماء إلى أطفالهم“.
ألبرت حبيبي،
بالأمس وصلتني رسالتك الغالية وسعدت بها كثيرًا. كنت أخشى أن تكفّ عن الكتابة لي. قلت لي عندما كنت في زيورخ إن من المربك لك أن نلتقي في زيورخ. ومن ثم أعتقد أن الأفضل أن نلتقي في مكان آخر، حيث لن يقاطعنا أحد أو يتدخل في لقائنا. على كل حال سأحاول أن نلتقي لمدة شهر كامل كل عام، بحيث ترى أن لك أب شغوف بك ويحبك. كما يمكنك أن تتعلم مني أشياء عديدة جيدة وجميلة، أشياء لا يمكن لغيري أن يقدمها لك بسهولة. ما أنجزته من خلال عملي الدؤوب لن ينفع الغرباء فحسب، إنما سينفع أولادي على الأخص. انتهيت هذه الأيام من مهمة من أجمل المهام التي أنجزتها في حياتي، وسوف أكلمك عنها لمّا تكبر.
يسرني بالغ السرور أنك سعيد بالبيانو. البيانو والنجارة في رأيي من المساعي الأفضل لسنك هذه، وهما أفضل من المدرسة حتى. لأن هذه هي الأشياء التي تناسب تمامًا شخصًا صغيرًا مثلك. ركّز على عزف المقطوعات التي تسرّك، حتى لو لم يكلفك بها المُعلم. فعندما تفعل شيئًا باستمتاع لدرجة أنك لا تلاحظ مرور الزمن؛ هكذا ستتعلم أفضل التعليم. أحيانًا أنشغل بعملي لدرجة نسيان الغداء.
سلامي لأخيك تيتي وقبلاتي
بابا
سلم لي على ماما.