عن العطش للدولة والريبة منها وأزمات المنطقة التي لا تنتهي

هذه الأزمة متعلقة بالأساس بالطبيعة الانطولوجية التي تأسست عليها الدولة والسلطة (منطق الدولة تحديدا) في هذه المنطقة من العالم. ويجادل سلامة أن هذه الأزمة ليست نتاج أوضاع ثقافوية أو متوارثة، أو لها علاقة خاصة بكوننا مسلمين أو عرب أو عالمثالثين. هذه الأزمة وبالأساس هي نتاج للاستبداد، والنظر للسلطة باعتبارها “غنيمة”، وللدولة باعتبارها “امتداد زماني ومكاني لحكم العصبية” (مثلما جادل ابن خلدون قبل ستة قرون). وكيف أن هذه “العصبيات” (والتي يمكن ترجمتها لـ “قبائل سياسية” كما جادلت أستاذة القانون في جامعة ييل آيمي شو وغيرها) التي تنظر للدولة باعتبارها “ملكية خاصة” أو المٌلك “كملكية” أو كما قال البروفيسور سلامة “وهكـذا انزلقنا إلى أنظمة نيو-باترومانية لم تكن تفرق بين الدولة والنظام، ولا بين ممارسة الحكم والتحكم به، واندثرت بالذات تلك الفوارق الأساسـية بيـن الملكيـة الخاصة والعامة”.

** صدر حديثًا ** الجوانب الإيجابية في التنافس الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والصين – كاي هي وهويون فينج

تُعدّ المنافسة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والصين عاملًا حاسمًا في تشكيل السياسة العالمية. وتفترض السردية السائدة في العلاقات الأمريكية–الصينية أن نشوب صراعات بين هاتين القوتين العظميين أمر لا مفر منه، بما قد يحوّل التوقّعات إلى نبوءة تحقق ذاتها. ومع التسليم الكامل بما تنطوي عليه هذه العلاقة من مخاطر كامنة لاحتمال نشوب حروب أو نزاعات عسكرية، يبيّن هذا الكتاب أن المنافسة لا تفضي بالضرورة إلى نتائج سلبية.