العنف البطيء

لابد أن يُنظر إلى العنف، والعنف البيئي بوجهٍ خاص، ويُدرَس بعمق، ليس فقط على أنه صراع على الأرض، والأجساد، والعمل، والموارد، بل كصراع على الزمن. علينا أن نذكر دومًا قول ويليام فوكنر بأن “الماضي لا يموت أبدًا. بل إنه لم يمضِ بالأساس.”. يتردد صدى كلماته بقوة خاصةً عبر المشاهد التي يتخللها العنف البطيء، مشاهد من دفق زمني يتجاوز عمليات التنظيف الخطابية بكل بداياتها ونهاياتها الصحية. ومشاهد الانسكاب الزمني التي تستعصي على التعريف وتراوغ ببداياتها ونهاياتها الصحية.

الكورونا والخيال الإيكولوجي: تعقيب على مقال أرونداتي روي “الجائحة بوابة”

ما فعلته أرونداتي روي في مقالها هو أنها تسلحت بأدوات الأدب، بالمجاز والصورة، لتقدم للقراء حقيقة قبيحة مجردة، اعتدنا أن نراها إما في صورة إحصاءات بأعداد الموتى والمصابين وحسابات من دخلوا المستشفيات ومن خرجوا منها ونسبة هؤلاء إلى هؤلاء، أو في صورة تحليلات اقتصادية وسياسية مكتوبة بلغة “الخبير”. 

ثلاث محاولات لفهم جائحة الكورونا

القصد: انتشار الكوفيد-19 زي ما بيحصل في المكان (جغرافياً) فهو بيحصل في الزمن، واستقر الرأي على تقسيم مراحل الانتشار على أسابيع (مش أيام ولا شهور). في التغير المناخي بنتكلم دايماً عن السيناريوهات المتوقعة لو ارتفعت درجة حرارة الأرض بواقع درجتين مئويتين، أو تلاتة أو أربعة. لو ارتفعت درجتين هتحصل المصايب الفلانية، لو تلاتة أو أربعة أو أكتر هتحصل المصايب العلانية، إلخ. اللي حاصل حالياً مع كورونا، إننا بنشوف نموذج حي لـ إزاي التطور الزمني للكارثة بتاعت الكورونا (اللي وراها نفس المحرّك الأول للتغير المناخي، الإنتاج السلعي للمكسب) بيتحقق في المستقبل، لكن المستقبل هنا قريب، مسافة أسابيع، مش سنين زي ما بيترسم في سيناريوهات “ايه هيحصل لما ترتفع درجة حرارة الكوكب كذا أو كذا درجة مئوية”.