صدر في مايو/أيار 2025 عن دار نشر ستانفورد الجامعية (ستانفورد يونيفرستي برِس) كتاب “حصاد التحرر: القطن والرأسمالية ونهاية الإمبراطورية في مصر” للمؤرخ أحمد شُكر، وفي ما يلي كلمة الناشر حول هذا الكتاب الهام.
شهد النصف الأول من القرن العشرين تحوّلًا كبيرًا في التصورات الوطنية المصرية حول الاستعمار والسيادة الاقتصادية. فبعد أن كانت تقلبات الأسواق الأجنبية ورأس المال الخارجي تُعدّ الخطر الرئيسي، باتت الأنظار تتجه تدريجيًا نحو كبار ملاك الأراضي وحلفائهم من القوى الإمبريالية بوصفهم العقبة الأساسية أمام التقدّم الصناعي للبلاد. وبهذا، انتقل التصوّر السائد للهيمنة الإمبريالية من مجال التداول إلى مجال الإنتاج. يضع كتاب حصاد التحرير هذا التحول في سياق ديناميات الرأسمالية الزراعية في مصر منتصف القرن.
يروي أحمد شُكر قصة السعي لإنهاء الاستعمار من خلال عدسة القطن، المحصول المصري التصديري الأعلى قيمة. ويتتبع في ذلك شبكة متنوعة من الفاعلين—من المستشارين الاستعماريين، والزعماء الوطنيين، والمصلحين الزراعيين، إلى التُجّار والممولين للتجارة، وملاك الأراضي، والعمال الريفيين—الذين أعادوا توجيه دفة تجارة القطن من مؤسسات كانت تدعم التراكم الرأسمالي على نطاق إمبراطوري إلى مواقع سيطرة جديدة ضمن إطار الدولة القومية.
وفي ظلّ أزمات الكساد والحرب، حفّز تحوّل الاقتصاد القطني في مصر القادة الوطنيين على تبنّي سياسات للإصلاح الزراعي والتصنيع، وصياغة تصور جديد للتاريخ. ويجادل شُكر بأن هذه الجهود مهّدت الطريق لبناء جمهورية ما بعد الاستعمار بقيادة جمال عبد الناصر، حيث أصبح التحرر الوطني مرادفًا للتنمية الوطنية.
يُذكر أن كتاب أحمد شكر ربما هو الأول من نوعه الذي يتحرى القُطن موضوعًا مركزيًا في سياق التاريخ الاقتصادي والاجتماعي المصري الحديث والمعاصر منذ كتاب المؤرخ الإنجليزي روجر أوين عن القطن في عام 1969 وكان بعنوان “القطن والاقتصاد المصري، 1820 – 1914”
اكتشاف المزيد من قراءات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.







































