مزامير الليلة الأخيرة في بيت إيزيس

شريف الصيفي في متون التوابيت، تطالعنا الشخصية المصرية في لحظة تاريخية مفصلية، بعد انهيار الدولة القديمة وتعرّض نمط الإنتاج السائد فيها للتآكل، لتظهر متون التوابيت نتيجة وانعكاسًا لهذه الأزمة، ومحاولة للإصلاح وترميم هذا التآكل من ناحية، ومن ناحية أخرى قهر الانفصال الذي تتسبّب فيه تجربة الموت عبر أطروحات جديدة. العقل المصري يتفلسف بعد تحرره النسبي…

** صدر حديثًا ** حصاد التحرر: القطن والرأسمالية ونهاية الإمبراطورية في مصر” – أحمد شُكر

يروي أحمد شُكر قصة السعي لإنهاء الاستعمار من خلال عدسة القطن، المحصول المصري التصديري الأعلى قيمة. ويتتبع في ذلك شبكة متنوعة من الفاعلين—من المستشارين الاستعماريين، والزعماء الوطنيين، والمصلحين الزراعيين، إلى التُجّار والممولين للتجارة، وملاك الأراضي، والعمال الريفيين—الذين أعادوا توجيه دفة تجارة القطن من مؤسسات كانت تدعم التراكم الرأسمالي على نطاق إمبراطوري إلى مواقع سيطرة جديدة ضمن إطار الدولة القومية.

تدمير فلسطين هو تدمير كوكب الأرض

سمح البخار للقادة والقباطنة بربط قواربهم بتيار طاقة من الماضي… مصدر طاقة خارجي على المكان والزمن في المعركة الجارية، ومن خلاله أطلقت السفن نارها وكأن لها أجنحة. تَعزَّز التفوق العسكري البريطاني بشكل فجائي إثر قدرته على تعبئة وتسخير الفحم المخزون تحت الأرض لهزيمة العدو. أو كما لاحظت الأوبزرفر في إشارة إلى فلسطين: “البخار، الآن حتى، يحقق فكرة التفوق المطلق عسكرياً والسمو العسكري: إنه تفوق نهائي وتام، ليس بوسع أحد تحديه”. أصبحت بريطانيا جاهزة لصب قوة الوقود الأحفوري على من تشاء في جميع أنحاء العالم، بعد أن أثبتت مناعتها وقوتها في فلسطين.

نبي العقل: العلم والدين وجذور الشرق الأوسط الحديث – بيتر هيل

في سنة 1813، عاليًا في جبال لبنان، جلس فتى يتابع كسوف الشمس. هل ينبئ بالحرب أو الطاعون أو موت الأمير؟ من هنا بدأت رحلة بحث ميخائيل مشاقة عن الحقيقة، وقد مشاها على مدار عمره. سرعان ما بدأ يقرأ في العلوم التي بدأها نيوتن، وأفكار فولتير وفولني الثورية. فقد دينه وابتعد عن الكنيسة الكاثوليكية. وبعد ثلاثين عامًا مع اشتعال نيران الحرب الأهلية، وجد دينًا جديدًا، البروتستانتية الإنجيلية. ثم وفي عام 1860 نجا مشاقة بحياته بصعوبة بالغة في أسوأ الحوادث التي مرت على دمشق: مذبحة راح ضحيتها آلاف المسيحيين. نحن إذن بصدد مُفارقة: صعود العلمانية العقلانية والطائفية الدينية العنيفة معًا. من خلال تتبع حياة ميخائيل مشاقة في ذلك الزمن الصاخب والمضطرب، حين راحت الإمبراطوريات تتصارع على السلطة والنفوذ، يجيب بيتر هيل على سؤال: بم كان الناس في الشرق الأوسط يؤمنون حقًا؟

الأصول الاجتماعية للإسلام: العقل والاقتصاد والخطاب (عرض كتاب)

إن ما يقدمه بامية للدراسات الإسلامية هو حشو الحياة اليومية ومادتها، معايشة لانبثاق العقل الإسلامي وتفتحه من داخل العقل الجاهلي، وهو بهذا المعنى ليس تاريخًا بالمعنى التقليدي، وخطاطة الكتاب ليست تتابعًا زمنيًا للأحداث «المادية» وإنما حركة ديالكتيكية لمفاهيم العقل. فالكتاب مقسم إلى بابين عنوانهما «الأرض» و«العقيدة»، ومن بين فصوله مثلًا: «الأفق والرؤية والاستقرار»، «التوقف والخطاب»، «الانتظار»، «الطبيعة والنص والأطلال»، «منطق التجوال»، «عبرَة الشاعر وخوف النبي: خيبات الاغتراب». هذه الروح الشعرية مردها الاعتماد الكبير على الفينومينولوجيا والنقد الأدبي، وهي الأشياء التي تهب الكتاب سحره فيما تثبط قارئه الباحث عن «المعرفة الجديدة» في صورة وثائق

ما هو التاريخ؟

عادةً ما يصعب التفريق بين التاريخ والماضي، وربما يرجع أحد الأسباب إلى أننا دأبنا على الخلط بين التاريخ – وهو ما كُتب وسُجل عن الماضي- والماضي نفسه، وذلك لأن لفظ “التاريخ” يجمع الاثنين. ولهذا ربما يكون من الأفضل استخدام مصطلح “الماضي” للدلالة على الأشياء السابقة ومجال اهتمام المؤرخين، ومصطلح “التأريخ” للدلالة على التاريخ ومنهجية المؤرخين، بينما نحصر استخدام مصطلح “التاريخ” (معرفًا بالألف واللام) للدلالة على هذه العلاقات مُجمعة.

التاريخ الشفوي والتاريخ الرسمي… أيهما يخبرنا بالحقيقة؟

النسويات يسألن أنفسهن: من يملك السلطة؟ من يملك الحكاية السائدة؟ ولماذا يتم تهميش ما دونها؟ لذا فالنظرية النسوية لا تهتم بدراسة المرأة فقط، ولكن تركز مثلا على الطبقة الاجتماعية، وهي ليست محصورة على النساء فقط، وإنما هناك “تقاطعية” الموقع التاريخي والجغرافي، والبعد الاجتماعي وغير ذلك.. وكل هذه أمور مرتبطة بصناعة الرواية التاريخية بالطبع.