تدمير فلسطين هو تدمير كوكب الأرض

سمح البخار للقادة والقباطنة بربط قواربهم بتيار طاقة من الماضي… مصدر طاقة خارجي على المكان والزمن في المعركة الجارية، ومن خلاله أطلقت السفن نارها وكأن لها أجنحة. تَعزَّز التفوق العسكري البريطاني بشكل فجائي إثر قدرته على تعبئة وتسخير الفحم المخزون تحت الأرض لهزيمة العدو. أو كما لاحظت الأوبزرفر في إشارة إلى فلسطين: “البخار، الآن حتى، يحقق فكرة التفوق المطلق عسكرياً والسمو العسكري: إنه تفوق نهائي وتام، ليس بوسع أحد تحديه”. أصبحت بريطانيا جاهزة لصب قوة الوقود الأحفوري على من تشاء في جميع أنحاء العالم، بعد أن أثبتت مناعتها وقوتها في فلسطين.

نبي العقل: العلم والدين وجذور الشرق الأوسط الحديث – بيتر هيل

في سنة 1813، عاليًا في جبال لبنان، جلس فتى يتابع كسوف الشمس. هل ينبئ بالحرب أو الطاعون أو موت الأمير؟ من هنا بدأت رحلة بحث ميخائيل مشاقة عن الحقيقة، وقد مشاها على مدار عمره. سرعان ما بدأ يقرأ في العلوم التي بدأها نيوتن، وأفكار فولتير وفولني الثورية. فقد دينه وابتعد عن الكنيسة الكاثوليكية. وبعد ثلاثين عامًا مع اشتعال نيران الحرب الأهلية، وجد دينًا جديدًا، البروتستانتية الإنجيلية. ثم وفي عام 1860 نجا مشاقة بحياته بصعوبة بالغة في أسوأ الحوادث التي مرت على دمشق: مذبحة راح ضحيتها آلاف المسيحيين. نحن إذن بصدد مُفارقة: صعود العلمانية العقلانية والطائفية الدينية العنيفة معًا. من خلال تتبع حياة ميخائيل مشاقة في ذلك الزمن الصاخب والمضطرب، حين راحت الإمبراطوريات تتصارع على السلطة والنفوذ، يجيب بيتر هيل على سؤال: بم كان الناس في الشرق الأوسط يؤمنون حقًا؟

جوديث باتلر: ماذا سنفعل من دون منفى.. قراءة للقضية الفلسطينية بين إدوارد سعيد ومحمود درويش

ترجمة: عمرو خيرى  تمهيد: ألقت جوديث باتلر هذه المحاضرة عام 2010 في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، في ذكرى إدوارد سعيد. ليس هذا النص بأي شكل من الأشكال تدوين دقيق وشامل لمحاضرتها، وليس القصد منه قراءته كمقال كتبته جوديث باتلر. هو ببساطة تدوين للمحاضرة، أو أغلبها، كما تصورها المترجم الذي حضرها ثم راجع تسجيل فيديو للمحاضرة استعان…