صدر حديثا: غبار المعركة لم ينحسر – دراسة أدبية مقارنة لميراث الحرب بين إيران والعراق في الأدب

يوضّح موسوي كيف تطوّر الخطاب الأدبي من دعم عسكري إلى خطاب حِداد، ثم إلى نصوص انتقادية تصوّر الحرب كأداة قمع، وتكشف عن صمود المجتمع المدني. الأدب هنا ليس مرآة فحسب؛ بل أصبح سيفًا ثقافيًا مُسلطًا على السلطة وصناع القرار. ففي بداية الحرب، ارتفع الخطاب الرسمي في كلا البلدين دعماً لمجهود الحرب، مستفيدًا من ضغوط التعبئة الوطنية. وبعد سنوات الحرب، تحوّل هذا الخطاب إلى نصوص حزينة تمثل الآلام الجماعية، وتابعت طريقها متحوّلة إلى نصوص انتقادية تساءل ما حدث. تنتقل الكتابات الإبداعية إذن إلى ما وراء الخطاب الرسمي، وتكشف أن الحرب أداة سياسية تخضع للتحكم وتعيد إنتاج الصراع الداخلي.

نبي العقل: العلم والدين وجذور الشرق الأوسط الحديث – بيتر هيل

في سنة 1813، عاليًا في جبال لبنان، جلس فتى يتابع كسوف الشمس. هل ينبئ بالحرب أو الطاعون أو موت الأمير؟ من هنا بدأت رحلة بحث ميخائيل مشاقة عن الحقيقة، وقد مشاها على مدار عمره. سرعان ما بدأ يقرأ في العلوم التي بدأها نيوتن، وأفكار فولتير وفولني الثورية. فقد دينه وابتعد عن الكنيسة الكاثوليكية. وبعد ثلاثين عامًا مع اشتعال نيران الحرب الأهلية، وجد دينًا جديدًا، البروتستانتية الإنجيلية. ثم وفي عام 1860 نجا مشاقة بحياته بصعوبة بالغة في أسوأ الحوادث التي مرت على دمشق: مذبحة راح ضحيتها آلاف المسيحيين. نحن إذن بصدد مُفارقة: صعود العلمانية العقلانية والطائفية الدينية العنيفة معًا. من خلال تتبع حياة ميخائيل مشاقة في ذلك الزمن الصاخب والمضطرب، حين راحت الإمبراطوريات تتصارع على السلطة والنفوذ، يجيب بيتر هيل على سؤال: بم كان الناس في الشرق الأوسط يؤمنون حقًا؟

النهضوي الأخير: طه حُسين

في السابع من نوفمبر 1950، وصل طه حسين، وزير المعارف المصري، إلى مدريد في رحلة رسمية تستغرق ستة أيام إلى إسبانيا. كان في انتظار حسين وزوجته سوزان في محطة القطار وزير التعليم الإسباني، ونواب وزيري الخارجية والتعليم الإسبان، والمستعرب الإسباني إيميليو جارسيا جوميز (تلميذ طه حُسين القديم وسفير المستقبل) وطلاب البعثة الدراسية المصرية في إسبانيا وأعضاء السلك الدبلوماسي المصري. ركزت الصحف الإسبانية المهتمة بالزيارة على إنجازات حُسين الأدبية وسبب زيارته: افتتاح معهد فاروق الأول للدراسات الإسلامية في مدريد. في تقريره السري للقاهرة، وصف السفير المصري محمد حسني عمر الحدث بأنه انتصار كبير للدبلوماسية الثقافية المصرية، وذكر أن رد الفعل الإسباني الإيجابي يُعَد “يؤكد مكانة مصر العلمية وأهميتها الثقافية.”

الأصول الاجتماعية للإسلام: العقل والاقتصاد والخطاب (عرض كتاب)

إن ما يقدمه بامية للدراسات الإسلامية هو حشو الحياة اليومية ومادتها، معايشة لانبثاق العقل الإسلامي وتفتحه من داخل العقل الجاهلي، وهو بهذا المعنى ليس تاريخًا بالمعنى التقليدي، وخطاطة الكتاب ليست تتابعًا زمنيًا للأحداث «المادية» وإنما حركة ديالكتيكية لمفاهيم العقل. فالكتاب مقسم إلى بابين عنوانهما «الأرض» و«العقيدة»، ومن بين فصوله مثلًا: «الأفق والرؤية والاستقرار»، «التوقف والخطاب»، «الانتظار»، «الطبيعة والنص والأطلال»، «منطق التجوال»، «عبرَة الشاعر وخوف النبي: خيبات الاغتراب». هذه الروح الشعرية مردها الاعتماد الكبير على الفينومينولوجيا والنقد الأدبي، وهي الأشياء التي تهب الكتاب سحره فيما تثبط قارئه الباحث عن «المعرفة الجديدة» في صورة وثائق

الكورونا والخيال الإيكولوجي: تعقيب على مقال أرونداتي روي “الجائحة بوابة”

ما فعلته أرونداتي روي في مقالها هو أنها تسلحت بأدوات الأدب، بالمجاز والصورة، لتقدم للقراء حقيقة قبيحة مجردة، اعتدنا أن نراها إما في صورة إحصاءات بأعداد الموتى والمصابين وحسابات من دخلوا المستشفيات ومن خرجوا منها ونسبة هؤلاء إلى هؤلاء، أو في صورة تحليلات اقتصادية وسياسية مكتوبة بلغة “الخبير”. 

مديحة دوس: الخناقة على الفصحى والعامية، ورواية “المولودة” لنادية كامل

فيه 4 لغات مختلفة، اليوناني والعربي والهاييتي والسويسري.. إن الأربع لغات دي تشترك في إنها فيها سمات مشتركة، إنها بتُكتَسب في المدرسة مش في البيت.. ومش لغة أم.. وتراثها الثقافي أو الأدبي مهم جدا، فيها كلمات مثلا مزدوجة، زي “أذن” و”ودن” و”أنف” و”مناخير”.. الازدواجية دي موجودة في اللغات المذكورة اللي منها العربي، فيه فروق بين المفردات ما بين اللغة المنطوقة والمكتوبة. فيها كلمات بديلة لبعضها، وأنت بتكتب فصحى مش هتكتب “بؤ” مثلا بدل “فم”… ده القصد بالازدواجية اللي وضع لها فيرجسون نظرية في 1959.