ملحوظة منهجية عن استخدام “النده” عند ألتوسير ضمن مقاربات تحليل الخطاب

من ثم، أقدّم “النده” على مستوى أكثر تجريداً، بصفته مجموعة من العمليات “س” أو “س1، س2، س3،…” تدعو “أ” أن يصبح “ب”. يجب أن تُرى العملية بصفتها عملية معقدة، حيث يمكن أن يكون “أ” ذاتاً تحولت إلى ذوات قليلة أو كثيرة الاختلاف (الذات “ب”)، وليس مجرد فرد ينتظر استقطابه ليتحول من فرد واحد مُطلق إلى ذات محددة واضحة من عدة ذوات، إنما هي عملية ديناميكية للغاية دائمة التبدل، يصح تحديدها وتعريفها بناء على نطاق التحليل الذي ينشده الباحث.

لماذا نحن جميعًا مهاجرون بينما البيض مغتربون؟

وتعريف المغترب على هذا النحو، يجعلنا نتوقع أنه لابد وأن أي شخص يعمل خارج وطنه لفترة من الوقت هو بالقطع مغترب، بغض النظر عن لون بشرته أو جنسيته. لكن ليس هكذا تجري الأمور في الواقع؛ فاستخدام مصطلح مغترب أصبح حصريًا ومقتصرًا فقط على البيض من الغرب الذين يعملون في الخارج.