النهضوي الأخير: طه حُسين

في السابع من نوفمبر 1950، وصل طه حسين، وزير المعارف المصري، إلى مدريد في رحلة رسمية تستغرق ستة أيام إلى إسبانيا. كان في انتظار حسين وزوجته سوزان في محطة القطار وزير التعليم الإسباني، ونواب وزيري الخارجية والتعليم الإسبان، والمستعرب الإسباني إيميليو جارسيا جوميز (تلميذ طه حُسين القديم وسفير المستقبل) وطلاب البعثة الدراسية المصرية في إسبانيا وأعضاء السلك الدبلوماسي المصري. ركزت الصحف الإسبانية المهتمة بالزيارة على إنجازات حُسين الأدبية وسبب زيارته: افتتاح معهد فاروق الأول للدراسات الإسلامية في مدريد. في تقريره السري للقاهرة، وصف السفير المصري محمد حسني عمر الحدث بأنه انتصار كبير للدبلوماسية الثقافية المصرية، وذكر أن رد الفعل الإسباني الإيجابي يُعَد “يؤكد مكانة مصر العلمية وأهميتها الثقافية.”

الأصول الاجتماعية للإسلام: العقل والاقتصاد والخطاب (عرض كتاب)

إن ما يقدمه بامية للدراسات الإسلامية هو حشو الحياة اليومية ومادتها، معايشة لانبثاق العقل الإسلامي وتفتحه من داخل العقل الجاهلي، وهو بهذا المعنى ليس تاريخًا بالمعنى التقليدي، وخطاطة الكتاب ليست تتابعًا زمنيًا للأحداث «المادية» وإنما حركة ديالكتيكية لمفاهيم العقل. فالكتاب مقسم إلى بابين عنوانهما «الأرض» و«العقيدة»، ومن بين فصوله مثلًا: «الأفق والرؤية والاستقرار»، «التوقف والخطاب»، «الانتظار»، «الطبيعة والنص والأطلال»، «منطق التجوال»، «عبرَة الشاعر وخوف النبي: خيبات الاغتراب». هذه الروح الشعرية مردها الاعتماد الكبير على الفينومينولوجيا والنقد الأدبي، وهي الأشياء التي تهب الكتاب سحره فيما تثبط قارئه الباحث عن «المعرفة الجديدة» في صورة وثائق

ما هي الواقعية الناقدة / الواقعية النقدية؟

نقطة الانطلاق في الواقعية الناقدة هي الانشغال بالأونطولوجيا Ontology (ما هو موجود/حقيقي) بصفته منفصل عمّا يمكن معرفته (الأبستمولوجيا)، وتفترض أول ما تفترض أن الواقع المحسوس/المباشر هو أول طبقة من طبقات الحقيقة. تفترض الواقعية الناقدة أن العالم موجود بصفة مستقلة عن معرفتنا به. والأفكار حقيقية فقط بقدر ما لها من تأثير على الواقع.

[حوار] بول أوستر من السويد.. عن العُزلة والكتابة والفشل ودونالد ترامب

وأنا أكتب كنت أرتجل، من عقلي إلى الورق مباشرة. لم أضع خطة أو خريطة للأحداث والشخصيات. أنت قلت إنني قضيت خمسين عاماً في الكتابة. بعد كل هذه السنوات لم أعد بحاجة إلى خرائط، يدي تعرف الطريق، أرتجل وتعرف يدي متى أحيد عن الصواب فتتوقف وتعود لنقطة آمنة تلتقط منها الخيط الصائب. أصبحت يدي تعرف الكلمة الخطأ، والخيط الخطأ. أصبحت الكتابة في دمي.

ملاحظات حول أفكار جاك دريدا بشأن إعلانات الاستقلال

بقلم – دانيال ماثيوز في 7 أغسطس/آب 2013 ترجمة: نصر عبد الرحمن تحدث جاك دريدا عام 1976 في جامعة فيرجينيا بمدينة شالروتفيل، وألقى محاضرة عن نيشه، تضمنت بعض الملاحظات على إعلان الاستقلال الأمريكي. قيم دريدا عبارة “الشعب” كضامن سيادي للدستور، في هذا النص القصير، الذي طُبع بعد ذلك في كتاب مُفاوضات عام 2002 بعنوان “إعلانات…

هل يقدر الشعر على تغيير العالم؟  قراءة أمل دنقل في مصر 2011 – صامولي شيلكه

الشعبية المفاجئة لأعمال أمل دنقل في عام ٢٠١١، وكيف ظهرت وكأنها صالحة لكل زمن، تُظهر أن السؤال عن الشعر والتغيير يستحق الطرح، ويستحق الطرح أكثر بما أن الكثير من الشعراء والكتاب المصريين يطرحون السؤال نفسه. وعندهم إجابات مهمة للغاية أيضًا.

جوديث باتلر: ماذا سنفعل من دون منفى.. قراءة للقضية الفلسطينية بين إدوارد سعيد ومحمود درويش

ترجمة: عمرو خيرى  تمهيد: ألقت جوديث باتلر هذه المحاضرة عام 2010 في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، في ذكرى إدوارد سعيد. ليس هذا النص بأي شكل من الأشكال تدوين دقيق وشامل لمحاضرتها، وليس القصد منه قراءته كمقال كتبته جوديث باتلر. هو ببساطة تدوين للمحاضرة، أو أغلبها، كما تصورها المترجم الذي حضرها ثم راجع تسجيل فيديو للمحاضرة استعان…