خفاش الكورونا وحيرة الملياردير: حرب الطبيعة والمجتمع في عهد كوفيد-19

الفلوس في جيب الملياردير، وفي جيوب كل الميسورين والمستورين، لم تعد كافية للاستمتاع بالحياة. هذه الفلوس مصدرها الأول والوحيد هو الموجودات المادية للعالم. والكابيتالوسين.. نمط الإنتاج السائد.. هو الآلية التي ملأت تلك الجيوب. العالم الأول الحُرّ المرفه وكل أثرياء العالم أثروا على مدار مئات السنين من لحم وعظم العالم (ناهيك عن الإثراء على أكتاف علاقة غير عادلة بالعمال وتوزيع الأجور)، وبدرجة ووتيرة غير مسبوقة لدرجة الوصول إلى حدود النظام الجيوفيزيائي التي لا يمكن اختراقها. لم تعد عوائد استهلاك موارد الكوكب قابلة للاستثمار في الاستمتاع بالعالم.. لم يعد من المكسب المادي فائدة

جورجيو أغامبين، عن الخوف والكورونا

كما في الطاعون الذي وصفه مانزوني، لا یُنظر إلى الآخرین إلّا كملوثین محتملین یجب تحاشیھم بأيّ ثمن، أو على الأقلّ الحفاظ على مسافة منھم أقلھّا متر. الموتى –موتانا– لیس لھم حقّ الجنازة ومن غیر الواضح ما الذي سیحدث لجثامین أحبائنا. لقد تمّ محو إخواننا البشر، ومن الغریب بقاء الكنائس صامتة حول ھذه النقطة. ماذا سیكون واقع العلاقات البشریّة في بلد یتمّ تعویده، لأمد لا یعرفه أحد، على العیش على ھذه الشاكلة؟ وأيّ مجتمع ذاك الذي لا قیمة لدیه سوى البقاء؟

ثلاث محاولات لفهم جائحة الكورونا

القصد: انتشار الكوفيد-19 زي ما بيحصل في المكان (جغرافياً) فهو بيحصل في الزمن، واستقر الرأي على تقسيم مراحل الانتشار على أسابيع (مش أيام ولا شهور). في التغير المناخي بنتكلم دايماً عن السيناريوهات المتوقعة لو ارتفعت درجة حرارة الأرض بواقع درجتين مئويتين، أو تلاتة أو أربعة. لو ارتفعت درجتين هتحصل المصايب الفلانية، لو تلاتة أو أربعة أو أكتر هتحصل المصايب العلانية، إلخ. اللي حاصل حالياً مع كورونا، إننا بنشوف نموذج حي لـ إزاي التطور الزمني للكارثة بتاعت الكورونا (اللي وراها نفس المحرّك الأول للتغير المناخي، الإنتاج السلعي للمكسب) بيتحقق في المستقبل، لكن المستقبل هنا قريب، مسافة أسابيع، مش سنين زي ما بيترسم في سيناريوهات “ايه هيحصل لما ترتفع درجة حرارة الكوكب كذا أو كذا درجة مئوية”.