ما أهمية الأحياء السكنية؟

بقلم – مايكل سميث – نُشر في wideurbanworld بتاريخ 13 يناير/كانون الثاني 2013
ترجمة: رضوى أشرف

لما نهتم بالأحياء السكنية؟ هناك العديد من الأسباب، والعديد من الإجابات على هذا السؤال. قرأت مؤخراً مقالاً مهماً لجون ماكنايت، بعنوان “ضروريات الجيرة: سبع مميزات توفرها لك الأحياء السكنية المنظمة”. يبدأ ماكنايت مقاله بملاحظة كيف تقوم العديد من المؤسسات اليوم التي يستخدمها الناس في المدينة بتقليص عدد موظفيها، من مؤسسات حكومية، ومؤسسات غير هادفة للربح، ومدارس، ومرافق طبية، ومؤسسات خدمية، وشركات أعمال. ويقول “مساحة عملهم التي ما عادوا يشغلونها تخلق إما أزمة أو فرصة”.

ويكمل قائلاً، “الفرصة موجودة إن لاحظنا أن خلال فترة الأجيال الحديثة، بدأت المؤسسات بالقيام بمهام كان غالباً ما يقوم بها الجيران، والمجتمع المحلي، والمجموعات المرتبطة به. مؤسسات الطب تولت أمر صحتنا. الشرطة تولت أمر  حفظ الأمن. المدارس نالت امتياز تربية أولادنا. مؤسسات الخدمات العامة/الاجتماعية تولت أمر توفير الرعاية. والشركات نالت امتياز أن تبيع لنا كل ما نحتاجه”.

يرغب ماكنايت بأن تستعيد الأحياء السكنية جزءاً كبيراً من مسئولية هذه الأنشطة، ليعود التحكم في أهم نشاطات الحياة إلى كنف المجتمع السكاني والحي السكني. وهو يناقش هذه الفكرة بقدر أكبر من الاستفاضة في كتابه “المجتمع الوفير: استعادة قوة العائلة والأحياء السكنية”، شاركه في كتابته بيرت بلوك. كما يوجد موقع لطيف بنفس الاسم. رغم كون معظم أفكار الكتاب مثالية وأحياناً رومانسية، إلا أنني أعتقد أن المؤلفيّن تمكنا من التركيز على أساسيات الأحياء السكنية الحضرية، وعن أسباب أهميتها [أي الأحياء السكنية] منذ بدايات أقدم المدن وحتى الآن.

وبالعودة لمقال ماكنايت، ها هي “السبع مميزات التي توفرها لك الأحياء السكنية المنظمة ذاتياً بشكل فعال”:

الصحة: أحياؤنا السكنية هي مصدر صحتنا الرئيسي.” فمن المعروف أن طول العمر وعدد من الأمراض الأخرى يمكن تحسينها إن توفرت شبكات دعم اجتماعية قوية، والأحياء السكنية يمكنها ويجب عليها أن تقوم بتوفير تلك الشبكات.

الأمان: الأمان هو قضية محلية، واثنان من أهم عوامله هما عدد الجيران الذين تعرف أسمائهم، ومدى تواجد وتفاعل الناس في المنطقة المحيطة بالمنزل. ماكنايت هنا يحاول إعادة صياغة أفكار جين جاكوبس (وتأكيدها على مبدأ “عيون على الشارع”) وروبرت سامبسون (ومصطلحه ذات الصلة بموضوعنا هذا: “الكفاءة الجماعية”)، وهما اثنان من أشهر الخبراء فيما يتعلق بالأحياء السكنية الحضرية.

البيئة ومواردها: الأحياء السكنية الحيّة/المزدهرة تساهم في المحافظة على موارد البيئة بطرق عديدة.

اقتصاد مرن: معظم الشركات تبدأ محلياً، وبهذا يصبح الجيران أكبر مصدر موثوق للوظائف وأي معلومات عنها. وكلما زاد النشاط الاقتصادي المحلي، زاد نجاح الحي السكني، والحي السكني الحي/النشط يحفز الاقتصاد.

الطعام المحلي: حركة الطعام المحلي ليست إلا واحداً من مظاهر العلاقة الإيجابية بين الجيرة وإنتاج وتوزيع الطعام.

الاختلاط الاجتماعي وتربية الأولاد: يستخدم ماكنايت جملة، “يتطلب الأمر قرية بأكملها لتربية طفل” مشجعاً بذلك على إشراك الجيران في تربية وتدريب الأطفال.

الرعاية: “مؤسساتنا توفر الخدمات فقط، وليس الرعاية. لا يمكننا شراء الرعاية.” الرعاية الحقيقية هي ما يقدمه الجيران لبعضهم البعض، لا العمالة الاحترافية التي يمكن الاستغناء عنها.

وبينما أعتبر الشق التاريخي من النقاشات التي يطرحها ماكنايت وبلوك غير مقنع، إلا أنني أرى أن رسالتهما الأساسية ممتازة. فالأحياء السكنية بالغة الأهمية لدرجة جعلتها تتواجد في كل مدينة عرفها كوكب الأرض. أحياناً تقوم السلطة بتخطيط وصنع الأحياء السكنية، ولكن غالباً تتشكل تلك الأحياء السكنية من التفاعلات اليومية للأشخاص العاديين. سؤال كيف ولماذا نهتم بالأحياء السكنية شغل الكثير من مفكري الحضر، وعلى الرغم من ذلك لازال هناك الكثير لنتعلمه. أعتقد أن جون ماكنايت وبيتر بلوك توصلا لأحد الأسباب الرئيسية لأهمية الأحياء السكنية الحديثة.

فكرتان اثنتان على ”ما أهمية الأحياء السكنية؟

.